الاتجاه نحو تعلم لغة ثانية

تعلم لغة ثانية |  أبرز “لارسن- فريمان ولونج” (Larsen, and Long, 1991) ستة عوامل رئيسية للفروق الفردية المؤثرة في اكتساب اللغة الثانية، وهي:

  • المرحلة العمرية
  • الدافعية والاتجاه نحو التعلم
  • عوامل الشخصية، مثل: تقدير الذات، والانطواء، والقلق، والرغبة في تحمل المخاطر، والحساسية للرفض، والتعاطف مع الآخرين، والكبت، والتسامح مع حالات الغموض.
  • الأساليب المعرفية التحليلية/ التكاملية، والاندفاع/ التروي، والأساليب المعرفية السمعية/ البصرية، النوع /الجنس.
  • استراتيجيات التعلم المستخدمة

ومن خلال ما سبق نجد أن اتجاهات الفرد لتعلم لغة ما له دور فعال في اكتساب اللغة الثانية بسهولة ويسر وتحمل مشقة تعلمها.

عمر الطلاب/المتعلمين

كلما ارتفع عمر المتعلمين، قلت اتجاهاتهم الإيجابية نحو تعلم اللغة (Kachoub, 2010:41)، فقد ربط “باكر” (Baker, 2006) بين الاتجاهات وبين أطروحته عن “المرحلة الحرجة للتعلم” (CPH) Critical Period Hypothesis التي يعتقد أنها غير مرتبطة باتجاهات تعلم اللغة على الإطلاق، على اعتبار أن هذه الفرضية البحثية تركز- في المقام الأول- على مرونة وتنوع وظائف المخ الإنساني، إضافة إلى قدرة الفرد على الوصول إلى أعلى مستويات الإتقان والطلاقة أكثر من التركيز على تنمية الاتجاهات السائدة لديه نحو تعلم اللغة.

وكما أشار “جاردنر” (Gardner, 1985) في أحد كتبه، فإن الاتجاهات ترتبط بدرجة أكبر بعلم النفس الاجتماعي للمتعلم. وإضافة إلى ذلك، نلاحظ- أيضا- أن هذه الفرضية البحثية السابقة لا تحظى بقدر كبير من الدعم من الأغلبية العظمى من الخبراء المتخصصين في مجالي تعلم اللغة الثانية والأجنبية في ظل تعدد مآخذها، وأوجه نقصها وقصورها.

الأسس النظرية للاتجاهات السائدة نحو تعلم اللغة

  • البعد الأول محتوى الاتجاه Content نموذج المعتقدات الذاتية إضافة إلى نموذج آخر يتألف من ثلاثة مكونات مختلفة. ويشير نموذج المعتقدات إلى أن بمقدورنا النظر إلى الاتجاهات باعتبارها نتاجا لمعتقدات وأفكار الفرد التي يكونها عند تفاعله مع أحد المواقف والأحداث في الواقع. أم النموذج الأخر الثلاثي المكونات فيشير إلى أن الاتجاهات لا تنمو فقط نتيجة لما يسود لدى الفرد من معتقدات ذاتية، ولكن – أيضا- نتيجة لما يسود لديه من مشاعر، وخبرات سابقة. ومن منظور هذا النموذج المقترح، تعتبر الاتجاهات محصلة للتفاعل بين ثلاثة مكونات رئيسية (هي: المعتقدات، والمشاعر، والخبرات السابقة) يتم تخزينها في ذاكرة الفرد، ومن ثم تذكرها واسترجاعها بشكل فوري عندما يتم التعامل مع أحد الأحداث أو المواقف ذات الصلة.
  • البعد الثاني بنية الاتجاه Structure بدوره يتكون من نموذجين رئيسين هما (Bell & Esses, 2002):
  1. النموذج الأحادي الأبعاد: يفترض النموذج الأحادي الأبعاد أن الاتجاهات التي تتكون لدى الفرد يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية خلال فترة زمنية معينة، ولكن لا يمكن أن تكون الأثنين معا بشكل تزامني في الوقت نفسه.
  2. النموذج الثنائي الأبعاد: يؤكد النموذج الثنائي الأبعاد على إمكانية تكوين الفرد لأكثر من اتجاه واحد فقط. وعادة ما تعتبر تلك الطبيعة المزدوجة والمتنوعة لهذا النموذج الثنائي الأبعاد بمثابة نقطة قوة له، على اعتبار أنها ربما تؤدي إلى تفعيل قدرته على إصدار الاستجابة المطلوبة، على النقيض من الأفراد الآخرين الذين تعاني اتجاهاتهم من الثبات والجمود.
  3. البعد الثالث وظيفة الاتجاه Function تؤدي الاتجاهات عددا من الوظائف Attitude of Functional على المستوى الشخصي والاجتماعي، بحيث تمكن الفرد من معالجة الأوضاع الحياتية المختلفة على نحو مثمر، وفعلا، وأحد أهم هذه الوظائف (Maio & Haddock, 2004)، و(سرايا 2007 م: 270- 272)
  1. وظيفة نفعية: تشير هذه الوظيفة إلى مساعدة الفرد على إنجاز أهداف معينة، تمكنه من التكيف مع الجماعة التي يعيش معها، يشكل اتجاهات مشابهة لاتجاهات الأشخاص المهمة في بيئته، الأمر الذي يساعد على التكيف مع الأوضاع الحياتية المختلفة، والنجاح فيها، وذلك بإظهار اتجاهات تبين معايير الجماعة، وولاءه لها.
  2. وظيفة تنظيمية واقتصادية: يستجيب الفرد طبقا للاتجاهات التي يتبناها إلى فئات من الأشخاص أو الأفكار أو الحوادث أو الأشياء أو الأوضاع، وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة المنظمة التي تحدد سلوكه حيال هذه الفئات، دون ضرورة اللجوء إلى معرفة جميع المعلومات الخاصة بالموضوعات، أو المبادئ السلوكية التي تمكنه من الاستجابة للمثيرات البيئية المتباينة على نحو ثابت ومتسق، وتحول دون ضياعه في متاهات الخبرات الجزائية.
  3. وظيفة تعبيرية: توفر الاتجاهات للفرد فرص التعبير عن الذات، وتحديد هوية معينة في الحياة المجتمعية، وتسمح له بالاستجابة للمثيرات البيئية، على نحو نشط وفعال، الأمر الذي يضفي على حياته معنى مهما، ويجنبه حالة الانعزال أو اللامبالاة.
  4. وظيفة دفاعية: تشير الدلائل إلى أن اتجاهات الفرد ترتبط بحاجاته، ودوافعه الشخصية، أكثر من ارتباطها بالخصائص الموضوعية، أو الواقعية، لموضوعات الاتجاهات، لذلك قد يلجأ الفرد أحيانا إلى تكوين اتجاهات معينة، لتبرير بعض صراعاته الداخلية، أو فشله حيال أوضاع معينة، للاحتفاظ بكرامته، وثقته بنفسه، أي أنه يستخدم هذه الاتجاهات للدفاع عن ذاته.
  5. وظيفة تقويمية: تشير الوظيفة التقويمية بالأساس إلى تركيز الفرد على تقويم الموضوعات أو الأشياء المتناولة والحصول على معلومات مناسبة عنها.

قد يهمك أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *