تدريس قصص اللغة الإنجليزية بفاعلية

مما لا شك فيه أن القصة تلعب دوراً مهماً في التعلم، ولذلك تجدها بينة في مختلف الثقافة الإنسانية على مرور العصور إبرازاً لأهميتها التربوية. حيث بين Fitzgibbon وWilhelm (22: 1998) أن رواة القصص بعثوا الحياة في الثقافات البشرية. والأطفال العمانيون كغيرهم من أطفال العالم مغرمون بالأسلوب القصصي.

ولذلك فإن وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان ممثلة في دائرة المناهج وبالذات قسم اللغة الإنجليزية لم تغفل أهمية إدراج القصة في المناهج الدراسية المختلفة.

والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن للمعلم من استثمار خبراته ومعارفه وذلك لاستغلال القصة من أجل تدريس اللغة الإنجليزية بنجاح؟

لماذا القصة 

إجمالاً، الجنس البشري مغرم بالقصة منذ بداية التواجد البشري على هذه الأرض، وبالأخص الأطفال فهم مشغفون للاستماع وقراءة أنواع القصص المختلفة. ومما هو معروف حب الأطفال للحيوانات بحكم طبيعتهم ولذلك ومن الملاحظ أنهم يميلون أكثر للقصص التي تبرز فيها الشخصيات الحيوانية أو بلسان الحيوانات.

وقد لاحظت ذلك بحكم طبيعة عملي كمعلم، حيث في فترة درَستُ قصتين مختلفتين في صفين مختلفين، الأولى كانت في الصف الخامس والتي كانت تحكي قصة بعض الأولاد والقصة الثانية كانت في الصف الثاني والتي كانت تدور حول الثعلب والبطة، حيث لاحظت التعلم والإثارة أكثر من الصف الذي كان الدرس فيه عن الحيوانات. تلك الإثارة وذلك الاستمتاع من المتوقع أن تعين الطالب على تعلم الجوانب المختلفة من اللغة.

قد يهمك أيضا : طريقة تدريس العلوم بالاستقصاء

ولقد بين Connolly (2005) من أن تعلم القصة في البيئة التعليمية يعين على إضفاء الراحة لدى الأطفال وينمي فيهم الثقة بالنفس واحترام الذات. وكذلك تنمي لدى الطالب ملكة التخيل ليغوص بفكره إلى أمكنة وأزمنة خارج نطاق القصة. في بعض الأحيان تلك المفردات الجديدة التي تعلمها الطالب والمرتبطة بمواقف معينة في القصة تثيره وتبعث المفردات المكتسبة سابقاً ليتم توظيفها في المواقف الجديدة. وهذا مما يقودنا للتأكيد على ما أورده Crichton (1: 2005) حيث بين أن سرد القصة شيء مثالي في إكساب الطالب اللغة الثانية لكون قواعد اللغة ومفرداتها متكررة بطريقة مفيدة.

القصة الناجحة

القصة الناجحة يجب أن تُشْبع وتفي باحتياجات الطالب. ولذلك فإنه علينا أن نأخذ بعين الاعتبار بعض الجوانب في حياة الطالب الدراسية. من ذلك؛ أعمار الطلاب وعلينا في نفس الوقت أن لا نهمل مدارك الطلاب وخصائصهم.

على أن هناك الكثير من القصص المفيدة والمعينة للطالب لتعلم اللغة الإنجليزية ولكن من جهة أخرى هناك ما هو غير مفيد والتي قد ينمي بعضها مجموعة من السلوكيات غير المرغوبة. وهنا يكمن دور المعلمين والأبوين لاختيار المناسب من القصص والتي تعين على إكساب الطالب متطلبات اللغة الجديدة بالإضافة إلى السلوكيات الحسنة.

وقد أوضح Crichton (2005) بأن القصص الهادفة بإمكانها أن تحور وتعدل السلوكيات الخاطئة وفي نفس الوقت تزيد نسبة التركيز لدى الطالب. بالإضافة أن تعليم القصص يثري المفردات اللغوية لدى الطلاب وتطور الجوانب المختلفة للغة.

أجريت تجارب بحسب ما ذكرها Elley (1989 في نيوزيلندا) والتي تمثلت في قراءة قصص بصورة جهرية لطلاب المرحلة الابتدائية وبدون أن يقوم المعلم بأي شرح فبينت النتائج أن قراءة القصص بصوت عالي يشكل مصدراً من مصادر اكتساب اللغة. وهنا ينبغي على كُتاب ومؤلفي قصص الأطفال مراعاة مستوى القصة لتكون مناسبة للمرحلة العمرية للطالب.

فعلى سبيل المثال أن لا تكون المفردات صعبة لا يمكن فهمها فتخلق جواً متعباً، ولا أيضاً تكون سهلة جداً فتدعو إلى الملل، لأنه يجب الانتباه إلى أن كل طالب مهما يكن سنه ومستواه فله نسبة تركيز محدودة فينبغي أن تكون القصة مناسبة.

أي ينبغي مع كون مفردات القصة معروفة لدى الطالب أن تتضمن بعض الكلمات الجديدة عليه وذلك من أجل خلق جو من التحدي وإجبار الطلاب على استخدام عقولهم وما لديهم من استراتيجيات من أجل الوصول إلى معنى الكلمة الجديدة.

ومما يجب مراعاته عند الشروع في إعداد القصة أيضاً لجعلها مثيرة أكثر مراعاة ثقافة المجتمع. فكل طالب أدرى بثقافته مما تعينه على إدراك محاور القصة وأهدافها. تماماً كما يبدو من الصعب جداً تضمين قصة الطفل العماني شيئاً من الثقافة اليابانية أو الصينية.

وإذا ما تكلمنا عن أهمية حجم الجملة، فيجب أن تكون متوسطة وبخط واضح مقروء وأن تكون الصور ملونة ودقيقة. وكذلك ينصح ولي الأمر عند شرائه للقصص الخاصة باللغة الإنجليزية أن تكون القصص متنوعة الألوان لتدفع الطفل للإطلاع عليها والحروف كبيرة بشكل مناسب. ومن الأشياء المهمة والتي يجب الانتباه إليها أن يكون العنوان جذاباً وكذلك بداية القصة.

وحول هذه النقطة أكد Crichton (1: 2005) أهمية ذلك حيث قال “بداية القصة كالبوابة المفتوحة إلى جنة جميلة قد شدت إليها المستمعين ليروا أشجارها ويشتموا زهورها”. ومما لا شك فيه أن القصة الناجحة يجب أن تتضمن مغزى تدريسي مفيد. ومما وُجد أيضاً أن الجمل المكررة تساعد الطالب على تعلم مفردات لغوية جديدة.

ومن الملاحظ أن سياق الكلام إذا رُتب ترتيباً إيقاعياً معيناً فإنه يثير المرح لدى الطالب ومن الممكن جداً أن يُمكن الطالب من حفظ الجملة أو المقطع كاملاً عن ظهر قلب. وفي حالة وجود بعض الكلمات الصعبة فإنه وُجد أن الطالب يلجأ إلى استراتيجية استغلال حدسه ومعارفه السابقة وربطها بما يشاهده ويجده ليستنتج معاني الكلمات الجديدة.

وخلاصة ما ذكرناه يمكننا القول بأننا إن استطعنا الاستفادة مما أشرنا إليه سابقاً فإنه سيُمكن الطالب من قراءة وفهم وإثراء مفرداته اللغوية وكذلك زيادة تفاعله في الصف وتنشط ملكة التخيل عنده واستنتاج أحداث القصة قبل الوصول إليها.

حصة القصة الناجحة

أي قصة يمكن أن تسرد بواسطة عدة أشخاص ولكن ليس جميعهم يمتلك المهارات الأساسية والأساليب الناجحة لتدريس القصة بفاعلية. ولذلك المعلم الناجح هو من يستطيع استغلال خبراته ومهاراته من أجل إنجاز الأهداف المطلوبة.

ولهذا فإنه مما يُفترض منه أن يكون مدركاً لأساليب تدريس القصة مع الأخذ بعين الاعتبار ما ذكرناه سابقاً من سمات القصة الناجحة ومراعاة خصائص الطلاب ومستوياتهم. وهذا مما يقودنا إلى الحديث إلى ما يحتاجه المعلم قبل وأثناء وبعد سرد القصة.

فبالرغم من ضرورة إيجاد المكان المهيأ والمناسب للتعليم فإنه من الأهمية بمكان تنويع أساليب التدريس. ففي مجال تدريس القصة يمكننا إدراج بعض التغيير والتنويع فعلى سبيل المثال بدلاً من أن يتم تدريس القصة في الصف كنظام روتيني، يمكن تغيير المكان كأن يكون في غرفة مصادر التعلم أو حتى في الفصل نفسه ولكن بتغيير الجلسة نفسها كأن يكون على بساط الأرض بدلاً من القعود على الكراسي.

وكذلك استخدام (Big Book) الكتاب الكبير بدلاً من قراءة القصة من كتاب الطالب. الفكرة من ذلك هو كسر الروتين اليومي وخلق جو ممتع للتعلم.

هذا مما يجعل – حسب نظرية “المصفي الفعال”، ل (Krashen، 2000) “Affective Filter” حيث شبه عقل الطالب وقابليته للتعلم مثل مصفي الماء، فإذا ما كانت الظروف مهيأة واستعداده جيد، زادت نسبة انفتاح المصفي وبالتالي السماح بعبور كميات أكبر من الكلمات والمعلومات والعكس صحيح. وهذا مما جعلني أتساءل كيف ما زلت أتذكر معظم ما كانت أمي تسرده لنا من حكايات قبل النوم. والعلة في ذلك توفر الراحة النفسية المهيأة لتقبل التعلم.

فإذا قرر المعلم تغيير الروتين اليومي بحيث يستخدم طريقة الجلوس على أرضية الفصل، فيتوجب عليه إجلاس الطلاب في حلقة كشكل حدوة الحصان والمعلم في الأمام.

في هذه الحالة الجديدة عليه أن يستخدم وسيلة (Big Book) الكتاب الكبيرن وهنا نتوقع أن يحس الطالب بالمتعة حيث الصور الجميلة الملونة والخط الواضح والأسلوب الرائع. وفي هذه الجلسة يجب أن ننبه على شيء وهو مراعاة الطالب الذي يواجه صعوبة في النظر كأن يوضع في الأمام.

من الأشياء المهمة والتي تساعد المعلم ليكون سارداً ناجحاً للقصص، إتقان الحركات والإيماءات. الحركات والإيماءات كتعابير الوجه وحركات الجسم والتي تساعد الطلاب على تعلم اللغة.

ولقد ذكر (Crichen، 3: 2005) “جميع حركات الجسم جسر يستطيع بها الطفل العبور”، ولهذا استخدام لغة الجسم مهمة جداً لتوصيل المعنى إلى الأطفال، وبالفعل نستطيع أن نقول بأنها لغة عالمية وأقصر الطرق لتوضيح معاني الكلمات الجديدة. ولنضرب على مثال، إن ردد المعلم كلمة (Hungry) وهو ممسك ببطنه وكأنه يتضور جوعاً، لرد الطلاب مباشرة (جائع جائع).

عندما يسرد المعلم قصته فعليه أن يُشرك طلابه ويشجعهم من أجل استمرار التفاعل، وقد ذكر (Goforth، 357، 1998) أن “ساردي القصص المتمرسين يتمهلون أثناء السرد بوقفات بسيطة لينتزعوا ردود تلقائية من المستمعين”، على سبيل المثال، لنعطي الطالب فرصة لتوقع ما قد يحصل لاحقاً من أحداث القصة أو لتخمين معاني بعض الكلمات أو ربما لتمثيل دور معين من أدوار أبطال القصة، أو لترديد بعض التعابير المهمة.

ولهذا فإن المعلم يستطيع أن يُقيم أداء طلابه من خلال تفاعلهم وإثارتهم وتعابير وجوههم. ولقد لاحظتُ بعضاً من ذلك عندما درّستُ في الصف الثاني قصة السلجم الضخم (نبات)، فقد شد انتباهي بعض الطلاب فمنهم من كان يحاول تقليدي عندما كنت أمثل بعض الأدوار وبعضهم من كان يقترح علي بعض الأفكار لمساعدة أبطال القصة.

ولا ننس أن سارد القصة عليه أن ينسجم مع أحداث القصة ويتفنن في طريقة الإلقاء وينوع نبرة صوته بحسب ما تقتضيه أحداث القصة وذلك بهدف دفع الطالب إلى التركيز على بعض المفردات المهمة وكذلك لشد انتباه الطلاب ناحية القصة. ومما يُنصح به المعلم أن يأخذ نفساً بعد كل جملة أو مجموعة من الكلمات ليعطي الطلاب الفرصة ليتابعوا القصة ويدركوا كلماتها وأهدافها.

آخر كلمة

لا يُنكر أحد حقيقة أن تدريس القصص طريقة من طرق تعلم اللغة الفعالة. في هذه المشاركة حاولت أن أتطرق إلى مناقشة بعض الجوانب التي تتصل بعملية تدريس القصص عامة وبالأخص مادة اللغة الإنجليزية وكيف يمكننا استغلال ذلك أثناء تدريسنا للمناهج الدراسية. أتمنى أن تكون الفوائد والمعايير التي ذكرناها تبدو كمطلب أساسي للقصة الناجحة والتي بدورها تُساعد المعلم ليؤدي أفضل ما عنده في فصله.

وعليه فيجب علينا أن نستغل خبراتنا ومعارفنا والتقنيات الحديثة في تدريس اللغة الإنجليزية من أجل تمكين طلابنا من استخدام اللغة بكفاءة.

سلام بن سليم النحوي مدرسة: الأوس بن ثابت (5-12) المديرية العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الداخلية

قد يهمك أيضا: المنهج المدرسي والمجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *