واقع استخدام التعلم المتمازج في تدريس الرياضيات

واقع استخدام التعلم المتمازج في تدريس الرياضيات| تعتبر الرياضيات هامة لتقدم معظم العلوم الأخرى، فلا تكاد تخلو أي مادة دراسية من استخدام الرياضيات، فمن خلال قوانينها وتطبيقاتها المتعددة، امتد استخدامها إلى كافة المواد والعلوم المختلفة كالعلوم الطبيعية والاجتماعية والتربوية واللغوية.

فالرياضيات ملكة العلوم لأنها أكثر من منهج فهي فن وجسم المعرفة الذي يخدم محتواه كافة العلوم، مع ما تتسم به من الدقة. (العايذي، 2014).

ويبحث التربويون باستمرار عن طرائق وسائل تدريسية تجعل من البيئة التعليمية بيئة جاذبة وتفاعلية لتحفز الطلاب على تبادل الأفكار والخبرات. وتعتبر التكنولوجيا من أجهزة حاسب وأجهزة ذكية وإنترنت ووسائط متعددة، من أنجح وسائل لتوفير هذه البيئة.

فلقد أصبح لاستخدام التكنولوجيا أثر واضح على البيئة التعليمية، ففي عام 2013 أشار التقرير المشار إليه في سالم (2014) إلى أن 5 من أصل 6 مدرسين حول العالم يقومون باستخدام الحاسوب في عملية التعليم، و 4 منهم يستخدمون الإنترنت في الاختبارات وكتابة شرح للدروس التي يقدمونها، و 2 منهم يتواصلان مع طلابهما من خلال الشبكة العنكبوتية، و 2 آخران يقومان برفع مواد تعليمية على الإنترنت.

لقد أسهم الإنترنت والتكنولوجيا في نقل عملية التعليم والتعلم إلى خارج الفصول المدرسية التقليدية، مما أدى لظهور أنماط تعليمية جديدة جعلت المتعلم محورا لها، ومن هذه الأنماط التعلم الإلكتروني بمختلف أنواعه وطرقه مما وفر للطالب قنوات دافعة نحو التعلم. (الجحدلي، 2011).

ونظرا لذلك فقد دعا المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد 2015 إلى إتاحة الوصول للمحتوى الرقمي وتوظيف الشبكات الاجتماعية التفاعلية في عملية التعليم والتعلم، ومما يحتم على المعلمين وخاصة معلمي الرياضيات أن يواكبوا هذا التطور، ويوظفوه لتطوير التعلم وتحسين جودته.

ومع انتشار استخدام التعلم الإلكتروني لما له من أثر على تحصيل واتجاه الطلاب فقد زاد الاعتماد عليه في  عمليات التعلم والتدريس، ولكن نتج عن ذلك صعوبات ومعوقات أدت إلى صعوبة تطبيقه بشكل واسع، فقد أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث كدراسة (محمد، 2010؛ أبو زيد، 2011؛ عبيدات، 2013) إلى وجود الكثير من المشاكل والمعوقات للتعلم الإلكتروني كالتكلفة العالية وحاجته لتجهيزات وضعف البنية تحتية، وأن يكون لدى المعلمين والطلاب مهارات تقنية، كما أنه لا يناسب بعض المناهج الدراسية ولا طلاب المرحلة الابتدائية، ومن سلبياته أنه أدى إلى ضعف في مهارات الاتصال والحوار لدى الطلاب لغياب التواصل الإنساني والاجتماعي المباشر مع المعلم. لذلك ظهر نوع جديد من التعلم يهدف إلى الاستفادة القصوى من طرق التعلم الإلكتروني والتقنيات الحديثة حسب توفرها مع أسلوب التعلم التقليدي وسمي هذا النوع من التعلم بالتعلم المتمازج أو التعلم المدمج.

وهو التطور المنطقي للتعلم الإلكتروني لما يتضمنه من حلول للتعلم بمزج التقنية التي يوفرها التعلم الإلكتروني مع التفاعل والمشاركة التي يوفرها التعلم التقليدي من خلال الاتصال وجها لوجه. (الحسن، 2013).

ولقد أوصت الكثير من الدراسات كدراسة (الشعبي، 2012؛ رضا، 2012 العجرمي، 2013؛ الغريب وآخرون، 2013؛ الحسن، 2013؛ العنزي، 2013؛ الصباغ؛ 2014) إلى تبني التعلم المتمازج كأسلوب تدريسي لما له من أثر على تحصيل الطلاب واتجاهاتهم نحو التعلم. ولذلك أصبح من الضروري التحول إلى التعلم المتمازج للاستفادة من التكنولوجيا المتمثل في التعلم الإلكتروني والتعلم التقليدي المتمثل في أسلوب الإلقاء والمحاضرة والتعليم وجها لوجه.

وفي المملكة العربية السعودية أطلقت أرامكو السعودية مشروعاً لمناهج الرياضيات والعلوم في مدارس المرحلة الثانوية، تحت اسم مشروع “بلوسومز”، ويعني المصادر المفتوحة في التعليم المدمج (المتمازج) لدراسات الرياضيات والعلوم. (صحيفة الرياض، 2011).

مشكلة الدراسة حول التعلم المتمازج

إن المتتبع لنتائج المملكة العربية السعودية المعلنة من قبل المنظمة الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA) يلحظ تدني مستوى التحصيل لدى الطلبة في مادة الرياضيات فقد نالت السعودية المركز (45 من 50) عالميا والرابع عربيا في الاختبارات الدولية TIMSS 2011، واحتلت إدارة التربية والتعليم بمنطقة تبوك المركز 16 على مستوى 41 إدارة من إدارات التربية والتعليم. (مركز الدراسات والاختبارات الدولية، 2011).

ومن خلال خبرة الباحثين في مجال التدريس التي تزيد عن 10 سنوات وملاحظتهم لضعف مستوى الطلاب وانخفاض درجات تحصيلهم في مادة الرياضيات، والذي قد يكون من أسبابه فيه اعتماد كثير من المعلمين على استخدام أساليب وطرق التعلم التقليدي وإهمال الأساليب والطرق التي تعتمد على التقنية الحديثة، والذي تأكده دراسة (الحربي، 2011؛ الجحدلي، 2012) مما انعكس على اتجاهات الطلاب نحو الرياضيات، وكذلك من خلال الإطلاع على العديد من الدراسات كدراسة (الشمري، 2007؛ الظاهري، 2015) الذين أشارا بأهمية البحث عن مدى استخدام التعلم المتمازج عند تدريس المواد المختلفة في المدارس السعودية.

ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتقدم إستراتيجية تدريس توافق بين الأساليب التقليدية في تدريس الرياضيات والأساليب الحديثة من خلال تقصي واقع استخدامها في المدارس المتوسطة في مدينة تبوك من قبل معلمي الرياضيات وبالتحديد نحاول الإجابة على الأسئلة التالية:

  1. ما درجة استخدام التعلم المتمازج في تدريس الرياضيات للمرحلة المتوسطة بمدينة تبوك من وجهة نظر المعلمين؟
  2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تقديرات المعلمين لدرجة استخدامهم لإستراتيجيات التعلم المتمازج في تدريس الرياضيات للمرحلة المتوسطة بمدينة تبوك تعزى لمتغير (سنوات الخبرة، الدورات التدريبية)؟

قد يهمك أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *